Tuesday 27 December 2011

المسيح الدجال عند النصارى

المسيح الدجال عند النصارى


إعداد الطالب:
حسام الدين جمال الدين

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
        إن الحمد لله نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :
أهمية البحث
وسأحاول في هذا البحث ألمس المسيح الدجال عند النصارى ، ثم أوصاف الدّجّال عند أهل الكتاب.
هدف البحث :
     يهدف البحث التعرف إلى المسيح الدجال عند النصارى .
الصعوبات :
        واجهت صعوبات عدة أهمها قلة المراجع التي تناولت هذا الموضوع .

المسيح الدجال عند النصارى:

المسيح الدجال أو المسيخ الدجال، وفقا للمسيحية، هو شخص ذكر في الإنجيل عدو للمسيح ويتشبه به بطريقة خادعة. وهي مكونة من كلمتين جذريتين،(عدو المسيح (في هوميروس، واحد يشبه الإله في السلطة والجمال، في أعمال أخرى لأنها تقف إله معادية تترجم "المسيح"، وهي كلمة يونانية مأخوذة من العبرية "المسيح" بمعنى "الممسوح عليه " ويشير إلى يسوع الناصري في اللاهوت المسيحي. مصطلح "المسيح الدجال" ظهر )5) مرات في رسالة يوحنا الأولى والثانية. من العهد الجديد—مرة واحدة في صيغة الجمع، وأربع مرات في صيغة المفرد.
يعتقد بعض الباحثين أنه تم ذكر المسيح الدجال في الإنجيل في سفر الرؤيا وهو المسمى بالوحش الذي يتكلم بالإلحاد و العظائم على الله سبحانه وتعالى و يحارب القديسين ويكون الحاكم في الامبراطورية الرومانية الجديدة   :

أوصاف الدّجّال عند أهل الكتاب:

أهمّ صفة للدّجّال عند النّصارى هو ما يسمّى "عدد الوحش" كما جاء في سفر رؤيا يوحنّا في الإصحاح الثّالث عشر:" هنا الحكمة, من له فهم فليحسب عدد الوحش فإنّه عدد إنسان, وعدده ستّمائة وستّة وستّون"
كذلك كان قول من أيّده في حركته, كجون كالفن وثومان كرانمر وجون ويسلي, أنّ العرش البابوي هو المقصور بالرّقم 666 وهو المسيح الدّجّال. بل إنّ بعض علماء اللّوثريّين (الشّعلة الأولى للبروتستانت) في مدينة ماغديبورغ, كان لهم اتّحاد ألّفوا موسوعة "قرنيّات ماغديبورغ" Centuriators of Magdeburg, في 12 مجلّدًا في دحض الكاثوليكيّة والعرش البابوي, وصار كلّ معارض للبابويّة يطلق على البابا المعاصر له لقب الدّجّال ! وفي سنة 1959, أصدرت الجمعيّة اللّوثريّة المسمّاة Wisconsin Evangelical Lutheran Synod (WELS), فتوى عقديّة سمّوها "بيان المسيح الدّجّال", جاء فيها:"نؤكّد ما قرّره أصحاب العقيدة اللّوثريّة, أنّ البابا هو المسيح الدّجّال حقًّا".
على كلّ تبقى كلّ تفسيرات النّص المذكور أنّ العدد 666 هو رمز للدّجّال رغم اختلافهم في إسقاطاتهم, والقول السّائد فيه هو أنّ هذا الرّقم هو رمز الدّجّال الذي يتجلّى في أيّ صورة متسقبليّة قد يكون لها تفسير من خلال هذا العدد 666.
وخرج النصارى !! وهم سائرون على طريق الأمم كانوا يقرأون قول المسيح: {إلى طريق الأمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامرين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بني إسرائيل الضالة} وعلى طريق الأمم كانت الأصنام التي تؤصل عبادة المسيح الدجال آخرالزمان...(تاريخ الكنيسة/لوريمر79).
إن إنشاء حضارة مسيحية كان من صلب عمل قوم آخرين فالذي دحرج على العقول عقيدة ألوهية المسيح كي تمتص المسيحية وثنية الأمم وتشكل تكتلاً يدافع عن آمال اليهود حتى يأتي المسيح الدجال فيكونوا له عبيداً. إن الذي خطط لهذا عنده المقدرة على إيجاد هوية لإبنه الضال وفقاً لما يريد حسب الظروف المكان والزمان. كما تدعي النصارى أن المسيح الدجال رسول الله ويرمز إلى المادية. (عالم الصليبين/بزورص148).

أين نحن من الأيام الأخيرة؟

"ولكن سيأتي كلص يوم الرب (يوم دينونة العالم) الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" (2بطرس10:3-12). إن هناك أحداث حقيقية في العالم تؤكد ذلك وعلينا أن نميز الأزمنة والأوقات التي نعيش فيها وإن كان ليس لنا أن نعرف بالضبط الأزمنة والأوقات التي جعلها الله في سلطانه.





علامة الوحش: (رؤيا16:13-18 ؛ 9:14، 10).
يخبرنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح سيأتي ثانية لمكافأة المؤمنين ولكن قبيل مجيئه بفترة قصيرة سوف يظهر رجل سيسود على العالم ومجيئه بعمل الشيطان ويدعوه الكتاب المقدس "الوحش"، وسوف يُجبر العالم كله أن يقبلوا علامة الوحش على جباههم أو على يدهم اليمنى. إن الناس كبار وصغار أكثر من أي زمن مضى يثقبون أنفهم وجفون عيونهم ولسانهم وحواجبهم وصرتهم وأجزاء أخرى من أجسامهم ويضعون فيها حلقات. فهذا بالحق عصر ثقب الجسم وختمه بالوشم Tattoo وهذا ما هو إلا تهيئة العالم لعلامة الوحش الإجبارية في أيام الضيقة العظيمة حيث سيجبر كل شخص أن يحمل في يده اليمنى أو جبهته رقم اسم الوحش وهو 666. ولن يقدر أي شخص أن يشتري أو يبيع أو يعمل أي شيء بدون هذا الختم. ولنلاحظ أن كثيرون من عبدة الشيطان وما أكثرهم في هذا الزمن في كل أنحاء العالم وهم يستخدمون هذا الرقم كوشم أو على ملابسهم وهذا فقط تتميم لما أنبأ به الله في الكتاب المقدس من 2000 سنة مضت. (تاريخ الكنيسة/لوريمر85)
إن الكتاب المقدس يكلمنا عن نهاية العالم وأنه سوف تُقام حكومة واحدة يرأسها ديكتاتور يُدعى بعدة أسماء مثل الوحش أو إنسان الخطية أو ضد المسيح أو المسيح الدجال أو المقاوم.

ولماذا سيسمح الله بظهور المسيح الدجال؟ ( الكتاب الإنجيل يجيبه).
إن قانون الله هو أنه يرسل للعالم عمل الحق بأنواع وطرق كثيرة ولمدة سنين طويلة من خلال الأنبياء ومجيء الرب يسوع المسيح لفداء البشر. ولكن إن لم يصدق الإنسان ويقبل عمل الحق فأرسل الله له عمل الضلال ليصدقه ويُدان. يقول الكتاب المقدس في هذا الصدد: "لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم، إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم... لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي وبينما يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء ... الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق ... وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ..." (رومية18:1-28).

عربون العذاب الأبدي:
المسيح يقدم محبته ورحمته لك الآن كعربون المحبة حتى يأخذك إلى سماء مجده فهو لا يريد لك العذاب الأبدي ولكن الله عادل لا يستطيع أن يتعامل مع الإنسان في شروره ولكن يعطي الرب للعالم الشرير عربون الدينونة الأبدية (العقاب) أي مقدم العذاب الأبدي الذي سينالونه بعد الموت يوم الدين.
ففي عام 1902 عم الظلام الدامس جزيرة سانت بيار - بقرب أمريكا -والرب أمطر عليها نار وكبريت ، وكتبوا عهنا انه مات 30 ألف نسمة في خلال نصف ساعة ، وهذا عربون فقط للدينونة. هذه النفوس التي احترقت سوف تقابلها الدينونة الحقيقية في نار لا تطفأ ودود لا يموت هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.  ) المسيحية بين النقل والعقل: ص82 (
وفي نفس العام 1902 انقلبت مدينة مونت بلي ودفن نحو 400 ألف نسمة وهم أحياء. ثم في عام 1908 دمرت مدينة مرسيليا الإيطالية وكانت تحسب آية في الجمال ودفن تحت الأرض نحو84 ألف وهم أحياء وهل تعلموا أن أهل هذه المدينة تحدوا الله في جريدتهم الرسمية قائلين " أن كنت موجود يا رب أعمل هزة أرضية وبعد ثلاثة ساعات من طلبتهم استجاب الله لهم بهزة أرضية فمات منهم 84 ألف نسمة ، هذا عربون الدينونة .. فكم تكون الدينونة نفسها؟
إن لم تتوبوا فجميعكم تهلكون ..
أخبر قوم الرب يسوع عن الجليلين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم وعن ثمانية شخص سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم قال الرب يسوع أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم كلا بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لوقا1:13-5). يقول الكتاب المقدس: "سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين أين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء كل شئ باق هكذا من بدء الخليقة"(2بطرس3:3،4). فالعالم يحلم بالسلام، والأمان في ظل التقدم والرخاء، وأهل العالم مستهزئين بالله وأعماله، لأن سلامهم مُعتمد على ذكائهم وقدراتهم، وحينما يقولون سلام وأمان حينئذ يأتي الرب بالهلاك المباغت كالمخاض للحبلى فلا ينجون. هكذا صرح الرب قائلاً: "ليس سلام قال إلهي للأشرار" (إشعياء21:57). هذا سيكون حال العالم كله عند مجيء الرب يسوع المسيح ثانية (2تسالونيكي7:1،8).
والآن إن الأمر في غاية من السهولة. فكل أمر يمكن أن يتم إذا بدأت. نعم لابد وأن تبدأ بقرار من القلب تؤمن بالمسيح الذي مات وهو قام في اليوم الثالث كما في الكتب وهو المسيح الحي الذي حمل خطاياك، وأمراضك، ولعناتك على الصليب كضحية عنك، وقام، وهو آتٍ ثانية. تعال إليه .. أقبل إليه وأسأله أن تبدأ معه علاقة جديدة وقل:
يا رب إنني أحتاج إليك .. أحتاج أن أتخلص من عبودية عدوي إبليس.. أنت وحدك الذي مُتْ بدلي على الصليب .. أنت وحدك المسيح الحي الذي تقدر أن تسمعني الآن وتحررن.. خلصني فأنت المخلص الوحيد.. أحبك يا رب ياقوتي ...)المسيحية بين النقل والعقل:ص81(
والله أعلم بالصواب،،،


الخاتمة
 وأسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يهدينا وسائر المسلمين إلى الحق وأن يجنبنا الزيغ والضلال والشك، وأن يغفر لنا جميعاً ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ويثبت أقدامنا وأن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، إنه سميع مجيب.
ولا مانع أبداً من الحوار العلمي البناء، لمزيد من الفهم وتحرير المسائل، لكن دون أن يؤدي بنا ذلك إلى أن يكفر بعضنا بعضاً، أو يتهم بعضنا بعضاً بالفسق أو البدعة أو الضلال، أو الخروج من الفرقة الناجية، من أهل السنة والجماعة.
أسأل الله تعالى أن يوحد قلوبنا جميعا على الحق والتقوى، وألا يجعل بأسنا بيننا، ويجعل بأسنا على عدوه وعدونا.
اللهم تقبل هذا العمل، واجعله خالصاً لوجهك الكريم ، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ،ولا تجعلهما علينا متشابهين فنتبع الهوى فنضل، يا أرحم الراحمين.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المراجع:

1.    عقيدة المسيح الدجال في الأديان، سعيد أيوب، دارالهادي بيروت لبنان
2.    المسيخ الدجال ،حسين عبدالحميد، جامعة الملك سعود
3.    الدجال وقصة زوال الدنيا لعبدالناصر ابو هارون، دارالهادي، بيروت لبنان.
4.    المسيحية بين النقل والعقل لدكتور عبد الفتاح أحمد الفاوي، مكتبة الزهراء، القاهرة.


mmm

No comments:

Post a Comment