Thursday 28 April 2011

مخالفات العزاء

بسم الله الرحمن الرحيم

مخالفات العزاء
إعداد: محمد عثمان

المعنى اللغوي:
العزاء في لغة العرب: يقال تعزيتُ عنه: أي تصبرت، أصلها تعززت والاسم منه العزاء. 
والتعزي: التأسي والتصبر عند المصيبة، والعزاء الصبر عن كل ما فقدت وأن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون(1).
قال ابن فارس (ت395هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (أن يتأسى بغيره فيقول: حالي مثل حال فلان)(2).
المعنى الشرعي:
قال ابن مفلح (ت762هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (هي التسلية والحث على الصبر بوعد الأجر، والدعاء للميت والمصاب)(3).
وقال المناوي(ت1029هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (هي حمل ذوي الميت على الصبر وفضله، والابتلاء وأجره، والمصيبة وثوابها)(4).      
وقال الألباني (ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ:( هي الحمل على الصبر بوعد الأجر، والدعاء للميت والمصاب)(1).
وقال وهبة الزحيلي:( هي أن يسلي أهل الميت، ويحملهم على الصبر بوعد الأجر، ويرغبهم في الرضا بالقضاء والقدر، ويدعو للميت المسلم)(2).
فيكون تعريف الشيخ وهبة الزحيلي أقرب لاشتماله على التسلية، والحث على الصبر، والرضا بالقدر، والدعاء للميت.

مشروعية التعزية:
إن لطيف التعزية عند فقد الأعزة مما يكشف المصيبة, ويذهب الهم ويزيل الغم، فإن الكلمة الطيبة للمصاب يثبت بها بإذن الله, ويغدو صبره عليها سهلاً يسيراً،
وفي التعزية ثواب عظيم، ومصالح جمة من أهمها: تخفيف المصيبة على المعزى، وتسليته عنها، وحضه على التزام الصبر واحتساب الأجر، والرضا بالقدر والتسليم لأمر الله، والدعاء بأن يعوض الله المصاب من مصابه جزيل الثواب، والدعاء للميت والترحم عليه والاستغفار له.
حكم التعزية:  مستحبة عند جميع الفقهاء، قبل الدفن أو بعده(1).
قال الإمام ابن عبد البرـ رحمه الله تعالى ـ:(وتستحب التعزية لأهل الميت)(3).
وقال الإمام النووي(ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ هي مستحبة .
والأدلة على استحباب التعزية الواردة عن النبي r كثيرة، ومنها ما جاء من حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: دخل رسول الله r على أبي سلمة t وقد شق بصره فأغمضه ثم قال:"إن الروح إذا قبض تبعه البصر"، فضج ناس من أهله فقال:"لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير, فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون"، ثم قال:" اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين و اغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونوّر له فيه"(1).



(1) لسان اللسان تهذيب لسان العرب (2/171).
(2) معجم مقاييس اللغة (2/261) مادة عزوى وقال ابن فارس: العين والزين والحرف المعتل أصل صحيح يدل على الانتماء والاتصال.
(3) الفروع(2/229)، ونقله عنه حفيده أنظر المبدع (2/286).
(4) فيض القدير (3/320).
(1) أحكام الجنائز (ص:205) الحاشية.
(2) الفقه الإسلامي وأدلته(2/345).
(1) رد المحتار(3/140)، الكافي في فقه أهل المدينة المالكي(1/283)، المجموع(5/277)، المغني(3/485)، الفروع (2/228)، شرح الزركشي(2/350)، الإنصاف(2/395)، المبدع(2/286)، التعليقات الرضية على الروضة الندية لصديق حسن خان تعليق الألباني(1/480)، منار السبيل(1/248)، فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(9/133-134).
(3) الكافي في فقه أهل المدينة المالكي(1/283).
(1) أخرجه الإمام أحمد (6/297)، وأخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب ما يقال عند المصيبة(2/631برقم 918)، وأخرجه أبو داود في كتاب الجنائز: باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام(3/247برقم 3115)، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الجنائز: باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حُضر(1/465برقم 1447).

No comments:

Post a Comment